You are currently viewing معرض الفنادق والضيافة في المملكة العربية السعودية يُناقش أهمية الاستثمارات في التكنولوجيا والمواهب في دخول العصر الجديد

معرض الفنادق والضيافة في المملكة العربية السعودية يُناقش أهمية الاستثمارات في التكنولوجيا والمواهب في دخول العصر الجديد

الرياض، المملكة العربية السعودية؛ 10 أبريل 2025: انطلقت أعمال اليوم الثاني من معرض الفنادق والضيافة في المملكة العربية السعودية بحضور نخبة من أبرز صناع القرار وقادة الفكر والمبتكرين على مستوى القطاع، وشهدت حوارات معمقة تناولت قطاع الضيافة سريع النمو في المملكة وسُبل استفادة الأطراف الفاعلة في المنظومة من التقنيات والتوجهات الجديدة لاستقطاب الاستثمارات والمواهب، بما يسهم في زيادة أعداد الزوار وتحقيق النمو المستدام.

وتجمع الفعالية المنعقدة في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض مجموعة كبيرة من الخبراء المتخصصين، وتستمر لثلاثة أيام، ما يوفر منصة مثالية لرسم ملامح عصر جديد في قطاع الضيافة المحلي، في ظل الجهود الدؤوبة التي تبذلها المملكة للتحول إلى مركز سياحي رائد على مستوى العالم.

دعوة قطاع الضيافة لاعتماد الذكاء الاصطناعي وحلول تسجيل الوصول المعززة بالبيانات

واستهل المعرض يومه الثاني بجلسة أخرى من قمة رواد قطاع الضيافة تتمحور حول المستقبل، حيث ناقش الخبراء دور مالكي الفنادق ومشغليها في تعزيز الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لجذب الزوار من خلال التجارب المخصصة والقائمة على البيانات.

وشارك معين سرحان، الرئيس التنفيذي لشركة أمسا للضيافة في جلسة بعنوان: “إقامة معززة بالذكاء الاصطناعي: إحداث نقلة نوعية في قطاع الضيافة السعودي باستخدام التكنولوجيا الذكية”، حيث أشار إلى دور التقنيات الناشئة في تطوير تجارب الفنادق والضيافة، من خلال تحسينات مثل تسجيل الوصول المبكّر عبر الإنترنت، والدفع المسبق، ووسائل الراحة المخصصة للغرف وغيرها الكثير.

وشارك في الجلسة أيضاً كل من خوليو كوريدور، الرئيس التنفيذي لشركة شادن للضيافة؛ وطه ملاط، رئيس المبيعات في شركة لوترون للإلكترونيات؛ وكمال مرغلاني، الرئيس التنفيذي للإيرادات في شركة فودكس، والذين أجمعوا على أن قطاع الضيافة في المملكة بدأ بالفعل بالاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي، مؤكدين على إمكانية تحقيق المزيد من التقدم بوتيرة أسرع.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال كوريدور: “يُوفر الذكاء الاصطناعي قدراً كبيراً من المزايا والخيارات بمجرد اعتماده والتكيّف معه”. بينما أكّد ملاط بأنّ مكاتب الاستقبال في الفنادق ستكون شيئاً من الماضي بعد سنوات قليلة، حيث سيتسنى للضيوف تسجيل الوصول من خلال تكنولوجيا التعرف على الوجه أو بطاقات الدخول المباشر من خلال هواتفهم الذكية.

ومن ناحيته، قال مرغلاني أمام الوفود إنّ الذكاء الاصطناعي “يتيح إمكانية الارتقاء بتجربة الضيوف ويُعزز الأرباح في الوقت نفسه”، في حين أشار سرحان إلى أنّ التطورات التكنولوجية تسمح لمشغلي الفنادق الحصول على الأنظمة الجديدة من خلال السحابة في غضون “30-45” يوماً، مقابل سبعة أشهر في السابق.

واتفق المشاركون في الجلسة على أن اعتماد الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُسرّع خطى المملكة نحو عصر جديد من الضيافة.

التعاون والاستثمار في المواهب السعودية من أبرز العوامل الداعمة لقطاع الضيافة المزدهر في المملكة

قال خبراء مشاركون في النسخة الثالثة عشر من معرض الفنادق والضيافة في المملكة العربية السعودية إن قطاع الضيافة في المملكة يمضي بخطىً ثابتة نحو تحقيق مستويات عالية من النمو، مع توفير فرص واعدة للأطراف المعنية والمستثمرين المحليين والدوليين والمواهب السعودية للعب دورهم في رسم ملامح مستقبل ديناميكي للقطاع.

كما شهدت قمة رواد قطاع الضيافة جلسة مُلهمة تحت عنوان “موجز الجلسة الحوارية: نخبة المفكرين التنفيذيين – البنود وآثارها: استكشاف المسارات القانونية والاستثمارية لقطاع الضيافة السعودي”، واتفق فيها قادة الفكر في القطاع على أهمية التعاون لتحقيق التآزر المطلوب على مستوى المنظومة.

شارك في الجلسة كل من ليليان مي، مدير عام الإدارة القانونية في مجموعة روشن؛ ورائد القبيسي، نائب الرئيس الأول للاستثمار العقاري في أوقاف للاستثمار، حيث تم استعراض الأطر القانونية ونماذج الاستثمار التي ترسم ملامح سوق الضيافة المزدهر في المملكة العربية السعودية، مع التركيز على اتفاقيات إدارة الفنادق، والهياكل التشغيلية، والتوطين، والامتثال لمعايير الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، والفرص المتزايدة للعلامات التجارية المحلية.

أوضحت مي أن اتفاقيات إدارة الفنادق ليست مجرد عقود قانونية، بل أطر عمل تشغيلية تحدد العلاقات بين المالكين والمشغلين لأكثر من 20 عاماً، وناقشت مسؤولية المالكين في بناء قدرات داخلية للإشراف على المشغلين وإدارتهم بفعالية.

وبدوره، سلط القبيسي الضوء على نموذج أوقاف القائم على الجمع بين أدوار المستثمر وشركة التطوير والمشغل في مشاريع محددة، مشدداً على أهمية فهم الأسواق المحلية عند تصميم الشراكات.

وقدم الثنائي مجموعة من النصائح للمستثمرين الجدد، بما في ذلك الحاجة إلى شروط تجارية شفافة (الرسوم الأساسية/الحوافز)، ومؤشرات أداء رئيسية محددة لأداء المشغل، إضافة إلى وضوح عملية الحوكمة وصنع القرار.

كما اتفقا على أن التوطين والامتثال للممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة لم يعودا ضمن قائمة الخيارات بل من الضرورات الاستراتيجية، حيث يتعين على مشغلي وجهات الضيافة والفنادق إظهار الالتزام بتوظيف وتدريب وترقية المواهب السعودية، بالإضافة إلى دمج الموردين المحليين وممارسات الاستدامة في العمليات التشغيلية.

وقالت مي: “تعد المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر أسواق الضيافة طموحاً وسرعة في التطور على مستوى العالم. وبالرغم من حجمها الهائل، هناك الفرصة متاحة الآن أمام اللاعبين المحليين لتعزيز حضورهم في هذه السوق في حال حصولهم على الدعم المناسب بالأسس التشغيلية والقانونية”.

وعقدت مجموعة من خبراء التصميم جلسة تحت عنوان: “الجانب الآخر للمباني: تصميم التجارب من خلال هندسة الضيافة والديكورات الداخلية“، حيث أكدوا أنّ المملكة العربية السعودية أمام فرصة فريدة لابتكار التجارب من خلال هندسة الضيافة ودمج التراث الغني والتنوع الثقافي اللذين تتميز بهما.

المملكة العربية السعودية على المسار الصحيح لتعزيز الاستدامة في مجال الضيافة

تصدرت الاستدامة أيضاً جدول أعمال اليوم الثاني من الفعالية التي تمتد لثلاثة أيام، حيث ناقش عاصم حميد، مدير المجموعة للاستدامة والممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة في مشروع غير معلن ممول من صندوق الاستثمارات العامة، رحلة المملكة نحو قطاع الضيافة المتجدد والخالي من الانبعاثات.

واستعرض حميد مساعي المملكة للتحول من ممارسات الاستدامة التقليدية إلى السياحة المتجددة، مع التركيز على استعادة النظام البيئي والمشاركة المجتمعية والقيمة البيئية طويلة الأجل؛ والجهود الحالية لدمج الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات بشكل فعال في استراتيجيات الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة في قطاع الضيافة، بما يحسن كفاءة استهلاك الطاقة ويقلل من النفايات ويرتقي بتجارب الضيوف.

وأشار خبير الاستدامة إلى أن المشاريع العملاقة للمملكة تعتبر أمثلة عملية بارزة على التجديد ودمج الحفاظ على التنوع البيولوجي وإعادة تدوير المياه والطاقة المتجددة على نطاق واسع، في حين تتبنى العديد من مشاريع الضيافة الآن مبادئ الاقتصاد الدائري، بما فيها إعادة استخدام المواد وتقليل النفايات واعتماد أساليب بناء منخفضة التأثير تتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

كما شدّد على أهمية تدريب المواهب السعودية وتمكينها لقيادة تطبيق الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة في المستقبل، مشيراً إلى أنه لا يعتبر الاستدامة تكلفة، بل قيمة يمكن أن تحقق عائداً استثمارياً قابلاً للقياس ووفورات طويلة الأجل، خاصة في استهلاك الطاقة والموارد.

ويستمر المعرض، الذي تنظمه كل من دي إم جي إيفنتس وشركة كون العالمية، حتى 10 أبريل الجاري في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، ويحظى بالدعم الاستراتيجي من وزارتي الاستثمار والسياحة في المملكة. ويشارك في المعرض أكثر من 120 جهة عارضة من 12 دولة مختلفة، مما يوفر للمتخصصين في القطاع منصة لاستكشاف التقنيات المتقدمة، وبناء العلاقات التجارية، واكتساب الرؤى والأفكار القيّمة التي يقدمها أكثر من 50 متحدثاً من الخبراء خلال قمة رواد قطاع الضيافة السنوية.

اترك تعليقاً