صدر حديثًا كتاب “السيرة العطرة لصوت الحق والحكمة” للكاتب والإعلامي محمد الجمعة الظفيري، والذي يسلط الضوء على حياة وإسهامات الدكتور جاسم بن أحمد السعيدي الظفيري.
يقدم الكتاب نظرة معمقة وشاملة على جوانب حياة الشيخ السعيدي الغنية، والتي تميزت بجهوده العلمية والدعوية والاجتماعية والسياسية البارزة. ويوثق الكتاب محطات مهمة في مسيرته، مسلطًا الضوء على تأثيره الكبير في مجتمعه.
ويتضمن الكتاب عدة فصول، حيث يخصص الفصل الأول للحديث عن مملكة البحرين وماتشهده من تطور وازدهار في ظل قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة -حفظهما الله-، وماحققته من إنجازات في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد والتعليم والثقافة وصولاً لمجتمع حيوي مزدهر وحياة كريمة ومستقبل مشرق.
ثم يستعرض مسيرة الشيخ السعيدي الثرية وتشمل: تفاصيل عن ولادة الشيخ الدكتور جاسم في منطقة الرفاع الشرقي بالبحرين عام 1957، ونسب عائلته المتميز الذي يعود إلى قبيلة الظفير، ونشأته في بيئة ثقافية ودينية غنية. وكذلك لمحة عامة عن إنجازاته الأكاديمية، ومنها حصوله على دكتوراه في الدراسات الإسلامية وماجستير في العقيدة الإسلامية في ضوء القرآن والسنة، وبكالوريوس في الشريعة الإسلامية، ودبلوم في أصول الفقه الإسلامي، إلى جانب دراساته في العلوم السياسية في معهد القيادة الدولية بجامعة الأمم المتحدة. ويسلط الكتاب الضوء على القيم المثالية التي تحلى بها الشيخ الدكتور جاسم، ومنها كرمه وشجاعته في الدفاع عن حقوق المواطنين وشعوره القوي بالمسؤولية تجاه مجتمعه وتفانيه في التعلم ونشر المعرفة.
ويستعرض الكتاب لمحات من مسيرة الشيخ السياسية، ابتداءً من عام 2002، حيث كان نائباً في البرلمان البحريني لدورتين ، ودافع عن حقوق المواطنين وشارك في لجان برلمانية مختلفة وكانت له مواقف مشهودة في مختلف القضايا المجتمعية والتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية.
إلى جانب نشاطه الاجتماعي ولاسيما عبر مجلسه اليومي المفتوح في منطقة الرفاع الشرقي، والذي يعتبر نقطة التقاء لأشخاص من مختلف أنحاء البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي والعالم، بما في ذلك العلماء وزعماء القبائل ويتميز هذا المجلس بأجوائه العائلية ودوره في التوعية بالقضايا الدينية والثقافية والوطنية.
وافرد مؤلف الكتاب عدة فصول لتوثيق مسيرة الشيخ السعيدي وأورد قائمة شاملة لكتبه العديدة التي تغطي موضوعات إسلامية متنوعة، بما في ذلك “كتاب الوضوء وملحق في الغسل”، “كتاب السواك”، “كتاب التلقين”، “كتاب العلو”، “مذكرة التوحيد”، ورسائله الأكاديمية في العقيدة الإسلامية ودور خطب الجمعة، وقدم مقتطفات من بعض أعماله.
وأورد أيضا بعضًا من قصائد كتبت في مدح الشيخ الدكتور جاسم من قبل شعراء مختلفين، تعكس مكانته المرموقة وصفاته النبيلة. وبعضًا من قصص شخصية تبرز خصائله الحميدة كيقظته وشجاعته التي تجسدت في الحادثة التي وقعت أثناء الحج عام 1979م. وحبه للعلم والتعلم وارتباطه العميق بالقرآن الكريم، حيث ذكر الشيخ كيف تعلم من عمه أبو عبدالله الدخيل (رحمه الله) الطريقة المثلى لختم القرآن الكريم، وكيف ختمه في يوم واحد. وأيضاً كرمه وحكمته وتعامله النبيل مع المواقف الصعبة، وفي هذا ماذكره خالد بن عبدالله الذوادي عن قيام الشيخ السعيدي بحل مشكلة عدم وجود التيار الكهربائي في مخيمات الحجاج البحرانيين في مشعر منى وتكفله بحلها بوقت قياسي. وكذلك ما أورده الشيخ عبدالرحمن بن عبدالكريم العيد عن قصة الحاجة البحرينية التي توفيت أثناء الحج وتصرف الشيخ مع أسرتها ومساعدته لهم. ونقلهم بالطائرة للبحرين على حسابه الشخصي
ويتضمن الكتاب قسمًا للصور والذكريات التي تجمع الشيخ الدكتور جاسم بقادة مملكة البحرين بما في ذلك جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة -حفظهما الله-، بالإضافة إلى قادة من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى وشخصيات بارزة سياسية وثقافية متنوعة.
ان هذا الكتاب كنز مهم ينتظر أولئك الشغوفين بفهم أبعاد حياة وعمل وتأثير قامة بحرينية شامخة، هو الشيخ الدكتور جاسم بن أحمد السعيدي الظفيري، الذي أغنى تاريخ البحرين بإسهاماته الجليلة، وهو نافذة تطل على سيرة عطرة لرجل استثنائي يستحق التقدير والاكتشاف.